وقفة تدبرية مع آيتي القصاص في سورة البقرة
الملخص
يتناول هذا البحث تفسير آيتي القصاص: (178، 179) من سورة البقرة تفسيرا تحليليا، مبينا علاقة الآيتين الكريمتين بالمقصد العام من السورة الكريمة، وبما سبقهما من الآيات، وموضحا معانيهما، واختلاف العلماء فيها ومرجحا ما بينها بالأدلة، ومحاولاً استنباط ما فيهما من أسرار بيانية وهدايات تربوية لها بالغ الأثر في استقرار المجتمع الإسلامي وتقدمه، وما فيهما إعجاز بياني، وإعجاز تشريعي، وما اشتملتا عليه من أحكام عقدية وسلوكية، ومستجليا ما فيهما من إشكال في المعنى، ومحققا القول بأن دعوى النسخ في الآية الأولى غير صحيحة، وقد سلك الباحث ثلاثة من المناهج العلمية، وهي: المنهج التحليلي، والمنهج الاستقرائي، والمنهج النقدي، مستنتجا أن القرآن جمع بين المثالية والواقعية، وأن الشريعة عملت على حفظ النفوس أن يُعْتدى عليها، فالحياة في ظل الإسلام حياة آمنة مطمئنة، و أن الله تعالى جعل لولي المقتول على القاتل سلطانًا، فخيره بين القصاص والدية والعفو المطلق، وأنه قد رغب في العفو عن القاتل بأبلغ أساليب حيث جعل القاتل أخا لولي المقتول، فالعفو عنه عفو من أخٍ عن أخيه، وأن تخصيص أولي الألباب في بالذكر لأنهم هم من يدركون أسرار التشريع الرباني.