المنظومات النحوية بين الوظيفة البيداغوجية وامتلاك الكفاية التواصلية
الملخص
تعدّ اللغة أداة أساسية في العملية التواصلية بين أفراد المجتمع، وقد أبرز الباحثون عبر الأزمان أسرارها، وكشفوا غموضها، وأدائها في مناحي الحياة المختلفة. وقد أولى العرب منذ القديم العناية الفائقة بالنحو، واعتبره ابن خلدون صناعة يجب على الفرد أن يتلقّاها كما يتلقّى الحِرف والمهن المعروفة، وأشار النحاة إلى دور النحو في فهم المضمون والمعنى الذي يتضمنّه الخطاب. وقد نشأت صياغة العلوم نظما منذ القديم عند الأمم قصد تيسير تعليمها للأجيال التي تضطلع بالمسؤوليات في المستقبل، ولا يخلو علم من العلوم التي كان للعرب فيها باع لم ينظموا فيه قصائد تعليمية ظلّت الألسنة تردّدها في حلقات الدرس أو الاستشهاد بها في المقامات المناسبة والسياقات المختلفة. وكان للنحو حظّ وافر ومكانة عالية من المنظومات أو الشعر التعليمي لأنّ كلّ المتعلّمين في أغلب الاختصاصات يحتاجون إليه، ولعلّ الإشكالية التي نطرحها تتركّز حول مدى إسهام المنظومات النحوية في تبليغ المعرفة النحوية تنظيرا وتطبيقا؟ ومدى قيمة الانتقادات الموجّهة إليها وفي تطوير الدرس النحوي؟ وهي الأسئلة التي نسعى الإجابة عنها في هذا المقال