تعليمية اللغة العربية في ضوء المنهج التداولي (التعليم الابتدائي الجزائري بين الواقع والمأمول)
الملخص
التداولية في أبسط تعريف لها هي العلم الذي يدرس اللغة أثناء الاستعمال، وعلى أساس الاستعمال فإنه لا يمكن أن يكون هناك تواصل، حيث إن التواصل أو التحاور أو التفاعل لا يتم إلا بوجود مرسل ومرسل إليه ورسالة، أي بين متكلم ومستمع وموضوع؛ ومهما تعددت مصطلحات المتكلم والمخاطب، أو السامع والمخاطب (بفتح الخاء) فإن التواصل يشمل المعلم والمتعلم والمادة التعليمية، وبناء على ما جاءت اللسانيات التداولية من مبادئ التعاون والكم والكيف، وانطلاقا من أسئلتها العلمية الممنهجة؛ من المعلم؟ ومن المتعلم؟ وماذا نعلم؟ وكيف نعلم؟ ولماذا نعلم؟ فقد أوضحت معالم العملية التعليمية، إذ لا بد من تسطير الأهداف والأغراض التي ينبغي تحقيقها أو الوصول إليها. وعلى هذا الاعتبار فإن أهداف التدريس في اللسانيات التداولية هي اكتساب الكفاءة اللغوية والتواصلية سواء بالنسبة للناطقين باللغة العربية أو للناطقين بغيرها. وضمن مبادئ اللسانيات التداولية سأعالج في ورقتي البحثية- إن شاء الله - كيف يمكننا الاستفادة منها في مجال تعليمية اللغة العربية، وكيف يمكن استثمار مبادئ العالم غرايس في تيسير العملية التعليمية بالإضافة إلى مبادئ تشومسكي في ثنائية الكفاءة اللغوية والأداء، معرجة إلى أسس تعليمية اللغات وفق البرامج التعليمية الحديثة من أجل تعليم أفضل في المدرسة الابتدائية الجزائرية التي يجب عليها أن تتماشى وتطورات العصر الحاصلة، وذلك بتكوين المعلم والمتعلم مع رسم الأهداف المتوخاة مستقبلا من عملية تحديث المناهج العلمية. خاصة وأن مبادئ التداولية ترسم بدقة كيفيات وطرائق التدريس، لأنها تجيب عن كثير من الأسئلة التي تشغل المعلم والمتعلم، كما ترسم الأهداف التي سيحققها المتعلم من تلقيه للعلوم والمعرفة.