أثر المحتوى المعجمي للنّصوص المدرسية في ترسيخ الاعتزاز باللغة العربية –دراسة إحصائية تحليلية لعينات من النّصوص التّعليمية /التّعلُّمِيّة-.
الملخص
نتطرّق من خلال هذه الورقة البحثية إلى الارتباط الوثيق بين الجانب المعرفي والجانب القيمي في تعليمية اللغة العربية، باعتبار ما لتعليمية اللغة العربية من أبعاد تربوية وتعليمية وثقافية وحضارية متعدّدة، فبالإضافة إلى ما تسعى النصوص المدرسية إلى إكسابه للمتعلّمين من كفايات لغوية وتواصلية، فإنّ هذه النصوص تظلّ مدوّنة ثرية لها حمولة ثقافية واجتماعية كفيلة بالتربية على القيم التي تبتغي المناهج التعليمية ترسيخها لدى المتعلّمين. وتروم هذه الدّراسة الكشف عن أثر المحتوى المعجمي للنّصوص التّعليمية المدرسية، في ترسيخ قيم الاعتزاز باللّغة العربية؛ وذلك من خلال دراسة إحصائية تحليلية مقارنة، بين عيّنة من النّصوص التّعليمية "التي تتضمّنها الكتب المدرسية"، وعيّنة ثانية من النّصوص التّعلُّمِيّة "ما ينتجه المتعلّمون كتابيا"، في محاولة لتبيان الأثر الذي يتركه المحتوى المعجمي للمدونة المرجعية في بناء الرّصيد اللغوي الوظيفي للمتعلّم، وتشكيل وعيه بالقيم التي حُدّدت في المناهج التعليمية بوصفها غايات تربوية كبرى. وقد قامت دراستنا على فرضية مفادها وجود علاقة تأثيرية ذات دلالة إحصائية، بين نسب شيوع المفردات الدّالة على الاعتزاز باللّغة العربية في النّصوص التّعليمية، ونسب شيوعها في النّصوص التي أنتجها المتعلّمون. وقد استنتجنا بعد تحليل نتائج الدراسة الإحصائية بأنّ للمحتوى المعجمي للنّصوص التّعليمية دورا مؤثرا في بناء الرّصيد اللّغوي للمتعلّم، والذي يعكس وعي هذا الأخير بالقيم التي يحملها ذلك الرّصيد المفرداتي، ويعزّز تمثّله لها؛ إذ انعكست النّسب الضعيفة لشيوع المفردات الدّالة على الاعتزاز باللّغة العربية في النصوص التّعليمية المدروسة، سلبا على تمثّل المتعلّم لقيم الاعتزاز والافتخار بلغته. وذلك ما لاحظناه من خلال معاينة النصوص التي أنتجها المتعلمون، والتي تحدثوا فيها عن قيم وطنية راسخة في وجدانهم؛ مثل العلم الوطني، والوطن، متجاهلين اللغة العربية والتي لم يتمثّلوها باعتبارها هي الأخرى مقوما أصيلا من مقومات شخصيتهم الوطنية.