تأملات حول أنشطة الكتابة في الصف الثالث الثانوي (الكتاب المدرسي للغة الإنجليزية، آفاق جديدة)
الملخص
تشمل عمليّة التقويم جميع الأنشطة التي ينجزها المعلّمون من أجل تقييم تقدّم تلاميذهم وتحديد احتياجاتهم التعلّمية. وعلى الرغم من كونها عنصرًا أساسيًا في عملية التعليم في عالم اليوم المعولم، فإنّه من المؤسف أن العديد من برامج تعليم الإنجليزية لغةً أجنبية لا تشترط تدريس مقرّرات متخصّصة في التقويم. ونتيجة لذلك، يلجأ عدد من المعلّمين إلى الأقسام الدراسية دون امتلاك معرفة راسخة بقضايا التقويم. كما أنّ المقرّرات المخصّصة لتعليم التعبير الكتابي غالبًا ما تخصّص وقتًا محدودًا لموضوع التقويم، مما يجعل من الصعب اختيار مقاييس تصحيح مناسبة ووضع معايير تضمن تقويمًا صالحًا وموثوقًا للإنشاءات الكتابية.
وانطلاقًا من هذا التصوّر، تهدف هذه الدراسة أساسًا إلى تعميق الفهم حول كيفية تحديد منهج فعّال ورّسمي لتقويم القدرة الكتابية، وإلى استجلاء نوع مقياس التقدير الأنسب للاعتماد عليه في عملية التعليم والتعلّم داخل حصص الكتابة. وتحقيقًا لهذا الهدف، أُجريت دراسة حالة شملت 38 تلميذًا من السنة الثالثة (ثانوية باب العسة)، في محاولة لفحص الأدوات البيداغوجية الكفيلة بتحسين القدرة الكتابية لدى التلاميذ عبر نظام تقويم فعّال. وقد ساهمت ثلاثة عوامل رئيسية في اختيار هذه العيّنة، وهي: الحجم الساعي (4 ساعات أسبوعيًا)، معامل المادة المرتفع، وتدريس الفوج نفسه لمدة عامين متتاليين.
وخضع المشاركون لثلاثة أدوات بحثية (منهج التثليث) من أجل تعزيز مصداقية الدراسة وموثوقيتها، شملت: استبيانًا موجّهًا للتلاميذ، اختبارًا تجريبيًا تطوريًا مبنيًا على نماذج من كتاباتهم، وملاحظات ضمن مجموعات تركيز. وأسهم التحليلان الكيفي والكمّي في إثبات عدم موثوقية التقويم الكلّي وفعالية التقويم التحليلي. وتتمحور إشكالية الدراسة حول ضعف وضبابية تقويم مهارة الكتابة لدى تلاميذ السنة الثالثة، شعبة الآداب والفلسفة.
وبشكل عام، تدعو هذه الدراسة إلى تطوير نموذج تحليلي للتقدير، قادر على تقويم النصوص الكتابية بأكبر قدر ممكن من الفاعلية والموضوعية، لمواجهة التحديات المستقبلية.