منزلة التحليل النحوي في المقاربات اللسانية للخطابات ـ التداولية أنموذجا
##plugins.themes.bootstrap3.article.main##
الملخص
يمثل النحو معيارا للقول، وبالقدر نفسه معيارا للفهم والتأويل، فهو إذن إطار نمطي يؤطر اللغة إنتاجا وتلقيا، لكن: هل يمنحه هذا مشروعية الامتداد خارج الملفوظات المكتملة بنائيا، المكتفية لغوية؟ وبتعبير آخر أدق: إلى أي مدى يمكن التعويل على النحو؛ فيما يمنحه من إجراءات تحليلية لسلسلة الملفوظ، في تحصيل دلالات الخطاب وكثير منها إيعازي، أو مضمن في ثنايا القول، أو مضمر خراج الخطاب، وهو ما تعنى به التداولية أحدث ما أفرزته اللسانيات المعاصرة؟ وهنا نستهدف معالجة إشكالية تمتد في اتجاهين، أما الأول فمحوره العلاقة؛ علاقة النحو الذي يوفر أدوات التحليل باللسانيات عموما وبالتداولية على وجه الخصوص، ومحرك هذه الإشكالية الفرعية ما سرى إلى وهم بعضنا من علاقة المفارقة الكلية والغرابة التامة، وأما الثاني فمحوره الوظيفة، أي ما يضطلع به النحو من مهام في تحليل الخطاب وفهم مضامينه، لننتهي في الأخير إلى أن النحو ما هو إلا آلة من آلات اللسانيات توظفه إلى جانب علوم فرعية أخرى في تحليل الخطاب وتستعين به في الوقوف على المرادات، غير أن للنحو حدودا ينتهي عندها، وهنا تنهض التداولية لتجيب عن بقية التساؤلات التي يصعب على النحو تأطيرها بمنطقه. الكلمات المفتاحية: النحو، التحليل، اللسانيات، التداولية، الخطاب