التفسير الصوتي لآلية اشتغال المُدود في تعليم اللغة العربية
##plugins.themes.bootstrap3.article.main##
الملخص
نسعى، في هذا البحث، إلى تقديم قراءة تحليلية نتوخى أن تكون كفيلة بتفسير آلية اشتغال المدود في نظام اللغة العربية، ثم إلى استثمار وجوه ذلك التفسير والإفادة منها في تعليم العربية وتعلُّمها. ونعني بآلية اشتغال المدود Mécanisme de fonctionnement des moudoud كيفيةَ حدوثها ضمن المستويات التركيبية التي تأتلف فيها مع سائر الحروف بناءً على ما تقتضيه قوانين اللسان العربي في كل واحد من تلك المستويات. وتخضع آلية اشتغال المدود، عبر تلك المستويات، لما تستدعيه قوانين العربية وعلاقاتها ضمن ثلاثة أنظمة فرعية هي النظام الفونولوجي، والنظام الصرفي، والنظام النحوي؛ وهدفنا أن نقف، في كل نظام، على قوانينه البيانية المتحكمة في آلية اشتغال المدود، وعلى أغراضه المنهجية المحددة لمعالم دراستها. وفي ضوء سعينا إلى معالجة المضمون اللساني للإشكالية السابقة سنعمد إلى تقسيم هذا العمل إلى أربعة محاور هي كالآتي: 1. المدود حركات أم حروف؟. 2. التفسير الصوتي لآلية اشتغال المدود في النظام الفونولوجي للغة العربية. 3. التفسير الصوتي لآلية اشتغال المدود في النظام الصرفي للعربية. 4. التفسير الصوتي لآلية اشتغال المدود في النظام النحوي للعربية. وخلال معالجتنا للمحاور السابقة سنتعرّض لدراسة آلية اشتغال المدود ولتفسير ظواهرها الصوتية استنادا إلى ما تقضي به الأنظمة الفرعية الثلاثة (النظام الفونولوجي، والنظام الصرفي، والنظام النحوي)؛ وفي كل نظام يستند الموقف التفسيري لآلية اشتغال المدود إلى معطيات صوتية خاصة، وإلى مستوى تركيبي محدّد، وإلى اعتبارات منهجية مختلفة يبدو حريا بأهل تعليم العربية الالتفاتُ إليها والإفادة منها في تذليل صعوبات تعليم العربية وتعلُّمها سواء أتعلق الأمر بالمستوى الصوتي أم بالمستوى الصرفي أم بالمستوى النحوي. وإلى جانب اعتمادنا مفاهيم الدراسات الصوتية التراثية الماثلة في كتب النحو واللغة، والكتب المتخصصة في علمي القراءات والتجويد ستكون مبادئ الدرس الصوتي الحديث هي الخلفية المنهجية الأساس التي ننطلق منها في إنجاز هذا البحث، والسندَ المرجعي الذي يحوز، بفضله، شرعيته العلمية، بل هي المعلم الكبير الدال على وجاهته العلمية بوصفه بحثا علميا أكاديميا؛ ذلك أن الوجاهة العلمية في مثل هذا البحث إنما تبرز في مدى ما تثمره قراءة التراث اللغوي عموما والتراث الصوتي بوجه خاص - في ظل مقاربة الدراسات الصوتية الحديثة - من مراجعةٍ نقدية وإعادةِ بناءٍ تقويمي بإمكانهما تطوير معالم الدراسة والتدريس للظواهر الصوتية في نظام العربية، وترقيةُ الحس العلمي فيهما، وتجديدُ مساراتهما المنهجية، وتصحيح ما قد يعتريهما من أخطاء وشبهات.